جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

مدینه

زمان مطالعه: 2 دقیقه

چون کاروان اهل بیت به مدینه نزدیک شد، زینب سلام‌الله‌علیها رو به مدینه کرد و این اشعار را سرود:

«مَدِینَةَ جَدِّنَا لَا تَقْبَلِینَا

فَبِالْحَسَرَاتِ وَ الْأَحْزَانِ جِئْنَا

أَلَا فَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ عَنَّا

بِأَنَّا قَدْ فُجِعْنَا فِی أَبِینَا

وَ أَنَّ رِجَالَنَا بِالطَّفِّ صَرْعَى

بِلَا رُؤْسٍ وَ قَدْ ذَبَحُوا الْبَنِینَا

وَ أَخْبِرْ جَدَّنَا أَنَّا أُسِرْنَا

وَ بَعْدَ الْأَسْرِ یَا جَدَّا سُبِینَا

وَ رَهْطُکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْحَوْا

عَرَایَا بِالطُّفُوفِ مُسَلَّبِینَا

وَ قَدْ ذَبَحُوا الْحُسَیْنَ وَ لَمْ یُرَاعُوا

جَنَابَکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فِینَا

فَلَوْ نَظَرَتْ عُیُونُکَ لِلْأُسَارَى

عَلَى أَقْتَابِ الْجِمَالِ مُحَمَّلِینَا

رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ الصَّوْنِ صَارَتْ

عُیُونُ النَّاسِ نَاظِرَةً إِلَیْنَا

وَ کُنْتَ تَحُوطُنَا حَتَّى تَوَلَّتْ

عُیُونُکَ ثَارَتِ الْأَعْدَا عَلَیْنَا

أَ فَاطِمُ لَوْ نَظَرْتِ إِلَى السَّبَایَا

بَنَاتِکَ فِی الْبِلَادِ مُشَتَّتِینَا

أَ فَاطِمُ لَوْ نَظَرْتِ إِلَى الْحَیَارَى

وَ لَوْ أَبْصَرْتِ زَیْنَ الْعَابِدِینَا

أَ فَاطِمُ لَوْ رَأَیْتِینَا سَهَارَى

وَ مِنْ سَهَرِ اللَّیَالِی قَدْ عَمِینَا

أَ فَاطِمُ مَا لَقِیتِی مِنْ عِدَاکِی

وَ لَا قِیرَاطَ مِمَّا قَدْ لَقِینَا

فَلَوْ دَامَتْ حَیَاتُکِ لَمْ تَزَالِی

إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ تَنْدُبِینَا

وَ عَرِّجْ بِالْبَقِیعِ وَ قِفْ وَ نَادِ

أَیَا ابْنَ حَبِیبِ رَبِّ الْعَالَمِینَا

وَ قُلْ یَا عَمِّ یَا حَسَنَ الْمُزَکَّى

عِیَالُ أَخِیکَ أَضْحَوْا ضَائِعِینَا

أَیَا عَمَّاهْ إِنَّ أَخَاکَ أَضْحَى

بَعِیداً عَنْکَ بِالرَّمْضَا رَهِیناً

بِلَا رَأْسٍ تَنُوحُ عَلَیْهِ جَهْراً

طُیُورٌ وَ الْوُحُوشُ الْمُوحِشِینَا

وَ لَوْ عَایَنْتَ یَا مَوْلَایَ سَاقُوا

حَرِیماً لَا یَجِدْنَ لَهُمْ مُعِیناً

عَلَى مَتْنِ النِّیَاقِ بِلَا وِطَاءٍ

وَ شَاهَدْتَ الْعِیَالَ مُکَشَّفِینَا

مَدِینَةَ جَدِّنَا لَا تَقْبَلِینَا

فَبِالْحَسَرَاتِ وَ الْأَحْزَانِ جِئْنَا

خَرَجْنَا مِنْکِ بِالْأَهْلِینَ جَمْعاً

رَجَعْنَا لَا رِجَالَ وَ لَا بَنِینَا

وَ کُنَّا فِی الْخُرُوجِ بِجَمْعِ شَمْلٍ

رَجَعْنَا حَاسِرِینَ مُسَلَّبِینَا

وَ کُنَّا فِی أَمَانِ اللَّهِ جَهْراً

رَجَعْنَا بِالْقَطِیعَةِ خَائِفِینَا

وَ مَوْلَانَا الْحُسَیْنُ لَنَا أَنِیسٌ

رَجَعْنَا وَ الْحُسَیْنُ بِهِ رَهِینَا

فَنَحْنُ الضَّائِعَاتُ بِلَا کَفِیلٍ

وَ نَحْنُ النَّائِحَاتُ عَلَى أَخِینَا

وَ نَحْنُ السَّائِرَاتُ عَلَى الْمَطَایَا

نُشَالُ عَلَى جِمَالِ الْمُبْغِضِینَا

وَ نَحْنُ بَنَاتُ یس وَ طه

وَ نَحْنُ الْبَاکِیَاتُ عَلَى أَبِینَا

وَ نَحْنُ الطَّاهِرَاتُ بِلَا خَفَاءٍ

وَ نَحْنُ الْمُخْلَصُونَ الْمُصْطَفَوْنَا

وَ نَحْنُ الصَّابِرَاتُ عَلَى الْبَلَایَا

وَ نَحْنُ الصَّادِقُونَ النَّاصِحُونَا

أَلَا یَا جَدَّنَا قَتَلُوا حُسَیْناً

وَ لَمْ یَرْعَوْا جَنَابَ اللَّهِ فِینَا

أَلَا یَا جَدَّنَا بَلَغَتْ عِدَانَا

مُنَاهَا وَ اشْتَفَى الْأَعْدَاءُ فِینَا

لَقَدْ هَتَکُوا النِّسَاءَ وَ حَمَّلُوهَا

عَلَى الْأَقْتَابِ قَهْراً أَجْمَعِینَا

وَ زَیْنَبُ أَخْرَجُوهَا مِنْ خِبَاهَا

وَ فَاطِمُ وَالِهٌ تُبْدِی الْأَنِینَا

سُکَیْنَةُ تَشْتَکِی مِنْ حَرِّ وَجْدٍ

تُنَادِی الْغَوْثَ رَبَّ الْعَالَمِینَا

وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ بِقَیْدِ ذُلٍّ

وَ رَامُوا قَتْلَهُ أَهْلُ الْخَئُونَا

فَبَعْدَهُمُ عَلَى الدُّنْیَا تُرَابٌ

فَکَأْسُ الْمَوْتِ فِیهَا قَدْ سُقِینَا

وَ هَذِی قِصَّتِی مَعَ شَرْحِ حَالِی

أَلَا یَا سَامِعُونَ ابْکُوا عَلَیْنَا» (1)


1) بحار الأنوار، ج ‏45، ص 197.