جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی مصر

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و ذهب جمهرة من المؤرخین إلى أن قبر الصدیقة الطاهرة زینب علیهاالسلام فی مصر، و هذا هو المشهور عند کافة المصریین، و لابد لنا من وقفة قصیرة للحدیث عن سبب هجرتها لمصر، و ما یتعلق بمرقدها المعظم.

سبب هجرتها لمصر: و ذکر المؤرخون أن العقیلة أخذت تلهب العواطف، و تستنهض المسلمین للأخذ بثأر أخیها، و الانتفاض على السلطة الامویة، و التی کان من نتائجها أن المدینة أخذت تغلی کالمرجل، و أعلنت العصیان المسلح على حکم الطاغیة یزید، فأرسل إلیها جیشا مکثفا بقیادة الإرهابی المجرم مسلم بن عقبة، فأنزل بالمدنیین أقصى العقوبات، و أکثرها صرامة و قسوة، و أرغمهم على أنهم خول وعبید لیزید، و من أبى منهم نفذ فیه حکم الإعدام.

و على أی حال، فإن عمرو بن سعید الأشدق و الی یثرب خشی من العقیلة، و کتب إلى یزید بخطرها علیه، فأمره بإخراجها من المدینة إلى أی بلد شاءت، فامتنعت، و قالت: «قتل ـ أی یزید ـ خیرنا، و ساقنا کما تساق الأنعام، و حملنا على الأقتاب، فوالله لا أخرج، و إن اهرقت دماؤنا«.

و انبرت إلیها السیدة زینب بنت عقیل، فکلمتها بلطف قائلة: یا بنت عماه، قد صدقنا الله وعده، و أورثنا الأرض نتبوء منها حیث نشاء، فطیبی نفسا، و قری عینا، و سیجزی الله الظالمین، أتریدین بعد هذا هوانا، ارحلی إلى بلد آمن.

و اجتمعت السیدات من نساء بنی هاشم، و تلطفن معها فی الکلام فأجابت، و اختارت الهجرة إلى مصر، و صحبتها فی السفر السیدة فاطمة بنت الإمام الحسین و اختها سکینة، و انتهت إلى مصر لأیام بقیت من ذی الحجة، و قد استقبلها و الی مصر مسلمة بن مخلد الأنصاری، فأنزلها فی داره بالحمراء فأقامت فیه أحد عشر شهرا و خمسة عشر یوما، و انتقلت إلى جوار الله عشیة یوم الأحد لخمسة عشر یوما

مضت من رجب سنة (62هـ) و دفنت فی دار مسلمة حیث مرقدها الآن فی مصر، هکذا ذکر العبیدلی (1) و غیره (2)


1) السیدة زینب و أخبار الزینبیات: 21.

2) إسعاف الراغبین: 196. لواقح الأنوار / الشمرانی: 23. الاتحاف بحب الأشراف: 93. مشارق الأنوار: 100.