و أفاد فریق من المؤرخین أنها توفیت فی إحدى قرى الشام، و یعزو بعضهم سبب سفرها إلى الشام أنه حدثت فی یثرب مجاعة عظیمة، فهرب منها عبدالله بن جعفر مصاحبا معه زوجته العقیلة و سائر عائلته، و لما انتهت العقیلة إلى ذلک المکان توفیت فیه، و حدوث المجاعة فیما نعتقد لا أساس له من الصحة؛ لأن المؤرخین و الرواة لم یذکروا أنه حدثت مجاعة فی یثرب فی ذلک الوقت، مضافا إلى أن عبدالله بن جعفر کان من الأثریاء المعدودین فی المدینة، فهل ضاق نطاقه عن إعاشة عائلته حتى یذهب إلى الشام؟ کما أنه کان من أندى الناس کفا، و من أکثرهم إسعافا و عطاء إلى الفقراء و البؤساء، فکیف یترکهم ینهشهم الجوع و ینهزم إلى الشام التی هی مقر السلطة الامویة التی نکبته بسید اسرته و ابن عمه الإمام الحسین علیه السلام و بولدیه و غیرهما من أبناء الاسرة النبویة.
و على أی حال، فإن المشهور فی الأوساط الإسلامیة أن قبر العقیلة فی الشام حیث هو قائم الآن، و قد احیط بهالة من التقدیس و التعظیم، و تؤمه الملایین من الزائرین متبرکین و متوسلین به إلى الله تعالى، شأنه شأن مرقد أخیها أبی الأحرارعلیه السلام الذی صار أعز مرقد فی الأرض، و الذی نذهب إلیه هو أن قبرها الشریف فی الشام و إلیه ذهب الکثیرون من المحققین.