و أرسل الطاغیة یزید رأس ریحانة رسول الله و سید شباب أهل الجنة إلى المدینة المنورة لإشاعة الرعب و الخوف، و القضاء على کل حرکة ضده، وجیء بالرأس الشریف إلى عمرو بن سعید الأشدق حاکم المدینة.
فأنکر ذلک و قال: وددت و الله أن أمیرالمؤمنین لم یبعث إلینا برأسه.
و کان فی مجلسه الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحکم فهزأ منه و قال: بئس ما قلت: هاته.
و أخذ مروان رأس الإمام و هو جذلان مسرور، و جعل یهز أعطافه بشرا و سرورا و یقول بشماتة:
یا حبذا بردک فی الیدین
ولونک الأزهر فی الخدین
وجیء برأس الإمام فنصب فی جامع الرسول صلى الله علیه و آله، وهرعن نساء آل أبی طالب إلى القبر الشریف بلوعة و بکاء، فقال مروان:
عجت نساء بنی زبید عجة
کعجیج نسوتنا غداة الأرنب
و جعل مروان یبدی سروره، و هو یقول: و الله لکأنی أنظر إلى أیام عثمان.. (1)
ثم التفت إلى قبر النبی صلى الله علیه و آله فخاطبه: یا محمد، یوم بیوم بدر.. (2)
لقد ظهرت الأحقاد الامویة بهذا الشکل الذی ینم عن جاهلیتهم و کفرهم، و أنهم لم یؤمنوا بالإسلام طرفة عین.
1) مرآة الزمان فی تواریخ الأعیان: 5: 101.
2) شرح نهج البلاغة: 4: 72.