جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

مصرع الرضیع

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و من الفجائع التی منیت بها سیدة النساء مصرع الرضیع، فقد اغمی علیه من شدة الظمأ، فجاءت به امه إلى السیدة زینب مستجیرة بها و عرضته على أخیها فأخذه و جعل یوسعه تقبیلا، و قد غارت عیناه، و ذبلت شفتاه من شدة العطش، فحمله الإمام إلى الجیش الاموی لعلهم یسقونه جرعة من الماء، فلم ترق قلوب اولئک الممسوخین، و انبرى إلیه الرجس الخبیث حرملة بن کاهل، فسدد له سهما، و جعل یفتخر أمام أصحابه قائلا: خذ هذا فاسقه.

و اخترق السهم ـ یالله ـ رقبة الطفل، فلما أحس بحرارة السهم أخرج یدیه من القماط، و جعل یرفرف على صدر أبیه کالطیر المذبوح، و انحنى رافعا رأسه إلى السماء فمات على ذراع أبیه.. أی صبر کان صبر أبی عبدالله، کیف استطاع أن یتحمل هذه الرزایا و الکوارث التی تمید من هولها الجبال.

و التفت الإمام إلى شقیقته فناولها ولده المذبوح (1) و رفع الإمام یدیه و کانتا مملوءتین من دم طفله، فرمى به إلى السماء و قال: «هون ما نزل بی إنه بعین الله..«.

و لم تسقط من ذلک الدم الطاهر قطرة واحدة إلى الأرض، کما روى ذلک الإمام الباقر علیه السلام.


1) اللهوف: 50.