مصارع أصحاب الإمام

و شنت قوات ابن سعد هجوما عاما و عنیفا على أصحاب الإمام و خاضوا معهم معرکة رهیبة، و قد ثبت لهم أصحاب الإمام، فهزموا جموعهم بقلوب أقوى من الحدید، و أنزلوا بهم أفدح الخسائر، و قد استشهد فی هذه الحملة نصف أصحاب الإمام.

ثم بدأت بعد ذلک المبارزة بین العسکرین، فکان الرجل من أصحاب الإمام یبرز و یقاتل ثم یقتل، و هکذا حتى فنوا عن آخرهم، و قد أبلوا فی المعرکة بلاء یقصر عنه کل وصف و إطراء، فقد خاضوا تلک المعرکة الرهیبة، و لم تضعف لأی رجل منهم عزیمة و لم تلن لهم قناة، و قد سمت أرواحهم الطاهرة إلى الرفیق الأعلى و هی أنضر ما تکون تفانیا فی مرضاة الله تعالى و طاعته.

و أن أعطر ما نقدمه لهم من تحیة کلمات الإمام الصادق عملاق الفکر الإسلامی، فی حقهم قال مخاطبا لهم:

»بأبی أنتم و امی، طبتم و طابت الأرض التی فیها دفنتم، و فزتم فوزا عظیما«.