جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

احیاء اللیل بالعبادة

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و أقبل الإمام مع أهل بیته و أصحابه على العبادة، فقد علموا أن تلک اللیلة هی آخر لیالی حیاتهم، و لم یذق أی واحد منهم طعم الرقاد، فقد اتجهوا بقلوبهم و عواطفهم نحو الله و هم یمجدونه و یتلون کتابه و یقیمون الصلاة، و یسألونه العفو و الغفران.

و کانوا یترقبون بشوق لا حد له طلوع الفجر لیکونوا قرابینا للإسلام و فداء لابن رسول الله صلى الله علیه و آله، و کان حبیب بن مظاهر، و هو من ألمع أصحاب الحسین، و قد خرج إلى أصحابه و هو یضحک.

فأنکر علیه بعض أصحابه و قال له: یا حبیب، ما هذه ساعة ضحک.

فأجابه حبیب عن إیمانه العمیق قائلا: أی موضع أحق من هذا بالسرور، و الله ما هو إلا أن تمیل علینا هذه الطغاة بسیوفهم فنعانق الحور العین (1)

وداعب بریر عبدالرحمن الأنصاری فاستغرب من مداعبته قائلا: ما هذه ساعة باطل.

انظروا إلى جواب بریر فقد قال: لقد علم قومی أنى ما أحببت الباطل کهلا و لا شابا، ولکنی مستبشر بما نحن لاقون، و الله ما بیننا و بین الحور العین إلا أن یمیل علینا هؤلاء بأسیافهم، وددت أنهم مالوا علینا الساعة (2)

أی إیمان هذا الذی تسلح به أصحاب الحسین، فقد فاقوا جمیع شهداء الحق و الفضیلة فی جمیع الأعصار و الآباد.


1) رجال الکشی: 53.

2) تاریخ الامم و الملوک: 6: 241.