و فزعت السلطة المحلیة فی مکة من قدوم الإمام، و خافت أن یتخذها مقرا سیاسیا لدعوته و منطلقا لإعلان الثورة على حکومة یزید، و قد خف حاکم مکة عمرو بن سعید الأشدق إلى الإمام، و قال له: ما أقدمک؟
ـ «عائذا بالله و بهذا البیت..» (1)
لقد جاء الإمام إلى مکة عائذا ببیت الله الحرام الذی من دخله کان آمنا من کل ظلم و اعتداء.
و لم یحفل الأشدق بکلام الإمام، و إنما رفع رسالة إلى یزید أحاطه بها علما بمجیء الإمام إلى مکة، و اختلاف الناس إلیه، و ازدحامهم على مجلسه، و إجماعهم على تعظیمه، و أن ذلک یشکل خطرا على الدولة الامویة، و اضطرب
یزید حینما وافته رسالة عامله الأشدق، فرفع إلى ابن عباس رسالة یمنی فیها الإمام الحسین بالسلامة إن استجاب لبیعته، و یتهدده إن لم یستجب لذلک، و قد أجابه ابن عباس: أن الحسین إنما نزح عن یثرب لمضایقة السلطة المحلیة له، کما وعده أن یلقى الإمام و یعرض علیه ما طلبه منه، و قد ذکرنا ذلک فی (حیاة الإمام الحسین ـ نص رسالة یزید و جواب ابن عباس(.
1) تذکرة الخواص: 248.