و استقبل المسلمون حکومة معاویة بکثیر من الوجوم و القلق و الاضطراب و اعتبروها نکسة للإسلام، و نصرا حاسما للقوى المعادیة له و الحاقدة علیه، و فی طلیعتها الاسرة الامویة و من شایعها من القبائل القرشیة.
فقد انتعشت الأفکار الجاهلیة و عادت لها الحیاة من جدید، و انطوت الدیمقراطیة الإسلامیة، و ما تنشده من التقدم و التطور للإنسان فی مجالاته الاجتماعیة و الاقتصادیة و السیاسیة.
یقول السید میر علی الهندی: «و مع ارتقاء معاویة الخلافة فی الشام عاد حکم التولیغارشیة الوثنیة السابقة، فاحتل موقع دیمقراطیة الإسلام، و انتعشت الوثنیة بکل ما یرافقها من خلاعات، و کأنها بعثت من جدید، کما وجدت الرذیلة و التبذل الخلقی لنفسها متسعا فی کل مکان ارتادته رایات حکم الامویین من جند الشام..» (1)
لقد وقعت الامة فریسة تحت أنیاب معاویة فساسها سیاسة سوداء تفجرت بکل ما خالف کتاب الله و سنة نبیه، فأشاع فیها البؤس و الحرمان و القتل و الدمار،
و نعرض ـ بإیجاز ـ لبعض نزعاته و صورة عن سیاسته.
1) روح الإسلام: 296.