و زحف الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام بجیوشه إلى البصرة للقضاء على هذا الجیب المتمرد الذی ینذر بانتشار التمرد و سقوط الحکم، و حینما انتهى إلى البصرة بعث عبدالله بن عباس و زید بن صوحان إلى عائشة و طلحة و الزبیر یدعوهم إلى السلم و عدم إراقة الدماء، فلم یستجیبوا لدعوته و أصروا على التمرد و البغی و مناجزة الإمام.
و أرسل الإمام فتى نبیلا و أمره أن یحمل کتاب الله تعالى و یدعوهم إلى تحکیمه، فأخذ الفتى الکتاب العزیز و جعل یلوح به أمام عسکر عائشة و هو یدعوهم إلى العمل بما فیه و یدعوهم إلى السلم و الوئام، فحملوا علیه فقطعوا یمینه فأخذ
المصحف بیساره، و جعل یدعوهم إلى السلم و العمل بما فی الکتاب، فحملوا علیه فقطعوا یساره، فأخذ المصحف بأسنانه و جعل ینادیهم: الله فی دمائنا و دمائکم.
فانثالوا علیه یرشقونه بسهامهم حتى سقط إلى الأرض جثة هامدة، و لم تجد معهم هذه الدعوة الکریمة و أصروا على الحرب.