جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الزحف إلى البصرة

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و انضم طلحة و الزبیر إلى عائشة، و معهما جمیع رجال الحکم المباد من ولاة عثمان و غیرهم من المعادین لحکومة الإمام، و قد قرر زعماء الفتنة الزحف إلى البصرة لاحتلالها، و نادى المنادی فی مکة: «أیها الناس، إن ام المؤمنین و طلحة

و الزبیر شاخصون إلى البصرة، فمن کان یرید إعزاز الإسلام، و قتال المحلین و الطلب بدم عثمان، و لم یکن عنده مرکب و لا جهاز فهذا جهازه، و هذه نفقته…«.

و زودوا الجند بالسلاح و العتاد و الأموال، و قد کان قسم من النفقات من یعلی بن امیة والی عثمان، فقد أعان بأربعمائة ألف و حمل سبعین رجلا (1)

و اعتلت عائشة على جملها، و لم ترغب فیه، و صادفوا فی الطریق العرنی، و کان عنده جمل اعجب به أتباع عائشة، فقالوا للعرنی: «یا صاحب الجمل تبیع جملک؟

ـ نعم.

ـ بکم؟

ـ بألف درهم.

ـ مجنون أنت، جمل یباع بألف درهم!!

ـ نعم، جملی هذا.

ـ و مم ذلک؟

ـ ما طلبت علیه أحدا إلا أدرکته، و لا طلبنی و أنا علیه قط إلا فته.

ـ لو تعلم لمن نریده لأحسنت بیعنا.

ـ لمن تریده؟

ـ لامک.

ـ قد ترکت امی فی بیتها قاعدة ما ترید براحا.

ـ إنما نریده لام المؤمنین عائشة.

ـ هو لکم، خذوه بغیر ثمن.

ـ لا.

ـ ارجع معنا إلى الرحل نعطیک ناقة و نزیدک دراهم.

و رجع معهم فأعطوه ناقة مهریة و زادوه أربعمائة أو ستمائة درهم» (2)

و اعتلت علیه عائشة، و قد احتفى بها أنصارها من الامویین و غیرهم من الطامعین فی الحکم.


1) تاریخ الامم و الملوک: 3: 454، و غیره.

2) تاریخ الامم و الملوک: 3: 475.