و نقمت على عثمان، و سخطت على سیاسته معظم الصحابة و أعلام الإسلام و فی طلیعتهم.
1ـ أبوذر الغفاری.
2ـ عمار بن یاسر.
3ـ السیدة عائشة.
4ـ طلحة.
5ـ الزبیر.
6ـ عبدالرحمن بن عوف.
7ـ عبدالله بن مسعود، و غیرهم من أقطاب الإسلام و حماته و قد نکل عثمان بالکثیرین من معارضیه، فقد نفى الصحابی العظیم أباذر الغفاری إلى الشام، ثم نفاه إلى الربذة، و هی صحراء قاحلة خالیة من جمیع مقومات الحیاة، و قد أنهکه الجوع حتى توفی غریبا جائعا مظلوما.
کما نکل بالصحابی الجلیل عبدالله بن مسعود، و قطع عنه مرتبه فلم یسعفه شیء حتى أهلکه الفقر و فی ید عثمان ذهب الأرض و خیراتها.
کما نکل بأعظم صحابی و أجل مجاهد إسلامی و هو الطیب ابن الطیب عمار بن یاسر فقد ضربه ضربا مبرحا حتى أصابه فتق و اغمی علیه.
و قد رفعت السیدة عائشة قمیص رسول الله صلى الله علیه و آله و هی تقول: «هذا قمیص رسول الله صلى الله علیه و آله لم یبل و عثمان قد أبلى سنته«، کما أفتت بحلیة قتله فقالت: «اقتلوا نعثلا فقد کفرـ.
و قد اشتدت علیه المعارضة و قویت، و امتدت إلى معظم الأقالیم الإسلامیة، و قد استجارت المعارضة بالعراق و مصر و غیرها لإنقاذ المسلمین من عثمان و بطانته، فخفت بعض الکتائب العسکریة فزحفت إلى یثرب، و أحاطت بدار عثمان و طلبت منه إبعاد مروان و إقصاء بنی امیة عنه أو الاستقالة من منصبه، فوعدهم بتنفیذ أهم متطلباتهم و هی إقصاء بنی امیة إلا أنه خان بوعده، و کتب إلى
ولاته على الأقطار بالتنکیل بمن استجاب للمعارضة ممن قدموا إلى یثرب.
و قبض الثوار فی أثناء رجوعهم إلى مدنهم على رسائله التی بعثها إلى ولاته فی التنکیل بهم ففزعوا و قفلوا راجعین إلى یثرب، و عرضوا علیه رسائله، و طالبوه بالاستقالة الفوریة من منصبه، فلم یستجب لهم، و أصر على الاحتفاظ بکرسی الحکم، فعمدوا إلى الإجهاز علیه فقتلوه شر قتلة، و ترکوا جسده مرمیا على مزبلة من مزابل یثرب استهانة به، و لم یسمحوا بمواراته إلا أن الإمام أمیرالمؤمنین توسط فی دفنه فاستجاب له الثوار على کره فدفنوه فی حش کوکب.
لقد انتهت حکومة عثمان، و قد أخلدت للمسلمین المصاعب و الفتن، و ألقتهم فی شر عظیم، فقد اتخذت عائشة قتله وسیلة لتحقیق مآربها و أطماعها السیاسیة فراحت تطالب الإمام بدمه، و هی التی أفتت بقتله و کفره، کما اتخذ الذئب الجاهلی معاویة بن هند قتل عثمان ورقة رابحة للتمرد على حکومة الإمام و المطالبة بدمه.
و على أی حال فقد، رأت حفیدة النبی صلى الله علیه و آله السیدة زینب علیهاالسلام هذه الأحداث الجسام و وعت أهدافها السیاسیة فکان لها أعمق الأثر فی نفسها، فقد کان لها من المضاعفات السیئة ما اهتز من هولها العالم الإسلامی، و التی کان من نتائجها کارثة کربلاء التی رزئت فیها السیدة زینب، فقد عانت من الکوارث و الخطوب ما تذوب من هولها الجبال.