و انبرى حزب أبی بکر إلى تأییده، فکان من أعظم المناصرین له عمر بن الخطاب، و سارع إلى بیعته مع بقیة أعضاء حزبه خوفا من تطور الأحداث، و اشتد عمر فی إرغام الناس على بیعة أبی بکر، و قد لعبت درته شوطا فی المیدان، و قد سمع الأنصار یقولون: قتلتم سعدا!، فجعل یقول بعنف: اقتلوه، قتله الله، فإنه صاحب فتنة (1)
و بعد ما تمت البیعة لأبی بکر بهذه السرعة الخاطفة أقبل به حزبه یزفونه زفاف العروس إلى مسجد رسول الله صلى الله علیه و آله و لم یشترک أبوبکر و لا أی فرد من حزبه فی تشییع جثمان رسول الله صلى الله علیه و آله و مواراته، فقد انشغلوا بالملک و السلطان و تدبیر امورهم.
لقد أهمل فی بیعة أبی بکر رأی العترة الطاهرة التی هی عدیلة القرآن الکریم، فلم یعن بها و لم یؤخذ رأیها، و منذ ذلک الیوم واجهت جمیع ألوان الرزایا و النکبات، و ما کارثة کربلاء و غیرها من مآسی العترة الطاهرة إلا و هی متفرعة من یوم السقیفة، حسبما نصت علیه الوثائق التاریخیة و الدراسات العلمیة.
1) العقد الفرید: 3: 62.