هو (قمر بنی هاشم(، و فخر الإسلام، و مجد المسلمین، و هو أخو سیدة النساء زینب لأبیها، و أمه: أم البنین، و هی من سیدات نساء المسلمین فی فضلها و شرفها و طهارتها، تزوجها الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام بعد وفاة الصدیقة فاطمة الزهراء سلام الله علیها، و قد قامت بدور إیجابی فی خدمة السبطین و شقیقتهما السیدة زینب، فکانت تقدمهم فی الرعایة و العطف على أبنائها، لأنهم ذریة رسول الله صلى الله علیه و آله الذی ألزم الله المسلمین بمودتهم و محبتهم، و کان أول مولود لها: أباالفضل العباس علیه السلام، و قد ترعرع و نشأ مع أخویه سیدی شباب أهل الجنة الحسن و الحسین، فغذیاه بالفضائل و الآداب، و غرسا فی نفسه تقوى الله، فکان من أروع أمثلة الإیمان، و کانت علاقته مع أخیه الإمام الحسین علیه السلام وثیقة للغایة، فکان منذ نعومة أظفاره یتسابق لخدمته، و یبادر لقضاء حوائجه، و لا یفارقه فی حله و ترحاله، و کان من أشفق الناس علیه و أبرهم به.
و کان العباس من أحب الناس لأخته العقیلة زینب علیهاالسلام، فقد وجدت فیه من الرعایة و البر و العطف ما لم تجده فی السادة من أخوتها لأبیها، فقد کان ملازما لخدمتها کما کان ملازما لخدمة أخیه الإمام الحسین علیه السلام، و قد قدم لها جمیع ألوان البر و الإحسان، و لما ارتحلت مع أخیها أبی الشهداء من المدینة إلى مکة ثم إلى کربلاء کان العباس هو الذی یقوم بخدمتها و لم یدع أحدا من السادة العلویین أن یتولى رعایتها سواه، و لما استشهد سلام الله علیه فی کربلاء ذابت نفسها علیه أسى و حسرات، و ودت أن المنیة قد وافتها قبله، و شعرت بالوحدة و الضیاع من بعده.