و صحب الطرماح الإمام علیه السلام فی أثناء الطریق، و أقبل الإمام على أصحابه، فقال لهم: «هل فیکم أحد یخبر الطریق على غیر الجادة؟«.
فقال له الطرماح: أنا أخبر الطریق.
فقال علیه السلام له: «سر بنا«.
فسار بهم الطرماح و جعل یحدو بالإبل بصوت حزین قائلا:
یا ناقتی لا تذعری من زجرى
و امضى بنا قبل طلوع الفجر
بخیر فتیان و خیر سفر
آل رسول الله أهل الفخر
السادة البیض الوجوه الزهر
الطاعنین بالرماح السمر
الضاربین بالسیوف البتر
حتى تحلى بکریم النجر
بماجد الجد رحیب الصـدر
أتى به الله لخیر أمر
عمره الله بقاء الدهر
یا مالک النفع معا و الضر
أمدد حسینا سیدی بالنصر
على الطغاة من بقایا الکفر
على اللعینین سلیلی صخر
یزید لازال حلیف الخمر
و العود و الصنج معا و الزمر
و ابن زیاد العهر و ابن العهر (1)
و أسرعت الإبل فی سیرها على نغمات هذا الشعر الحزین، و قد فاضت عیون
السیدات من بنات رسول الله و فی طلیعتهن السیدة زینب بالبکاء و هن یدعون للإمام بالنصر و التأیید على أعدائه.
1) مقاتل الطالبیین: 111.