چون کاروان اهل بیت به مدینه نزدیک شد، زینب سلاماللهعلیها رو به مدینه کرد و این اشعار را سرود:
«مَدِینَةَ جَدِّنَا لَا تَقْبَلِینَا
فَبِالْحَسَرَاتِ وَ الْأَحْزَانِ جِئْنَا
أَلَا فَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ عَنَّا
بِأَنَّا قَدْ فُجِعْنَا فِی أَبِینَا
وَ أَنَّ رِجَالَنَا بِالطَّفِّ صَرْعَى
بِلَا رُؤْسٍ وَ قَدْ ذَبَحُوا الْبَنِینَا
وَ أَخْبِرْ جَدَّنَا أَنَّا أُسِرْنَا
وَ بَعْدَ الْأَسْرِ یَا جَدَّا سُبِینَا
وَ رَهْطُکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْحَوْا
عَرَایَا بِالطُّفُوفِ مُسَلَّبِینَا
وَ قَدْ ذَبَحُوا الْحُسَیْنَ وَ لَمْ یُرَاعُوا
جَنَابَکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فِینَا
فَلَوْ نَظَرَتْ عُیُونُکَ لِلْأُسَارَى
عَلَى أَقْتَابِ الْجِمَالِ مُحَمَّلِینَا
رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ الصَّوْنِ صَارَتْ
عُیُونُ النَّاسِ نَاظِرَةً إِلَیْنَا
وَ کُنْتَ تَحُوطُنَا حَتَّى تَوَلَّتْ
عُیُونُکَ ثَارَتِ الْأَعْدَا عَلَیْنَا
أَ فَاطِمُ لَوْ نَظَرْتِ إِلَى السَّبَایَا
بَنَاتِکَ فِی الْبِلَادِ مُشَتَّتِینَا
أَ فَاطِمُ لَوْ نَظَرْتِ إِلَى الْحَیَارَى
وَ لَوْ أَبْصَرْتِ زَیْنَ الْعَابِدِینَا
أَ فَاطِمُ لَوْ رَأَیْتِینَا سَهَارَى
وَ مِنْ سَهَرِ اللَّیَالِی قَدْ عَمِینَا
أَ فَاطِمُ مَا لَقِیتِی مِنْ عِدَاکِی
وَ لَا قِیرَاطَ مِمَّا قَدْ لَقِینَا
فَلَوْ دَامَتْ حَیَاتُکِ لَمْ تَزَالِی
إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ تَنْدُبِینَا
وَ عَرِّجْ بِالْبَقِیعِ وَ قِفْ وَ نَادِ
أَیَا ابْنَ حَبِیبِ رَبِّ الْعَالَمِینَا
وَ قُلْ یَا عَمِّ یَا حَسَنَ الْمُزَکَّى
عِیَالُ أَخِیکَ أَضْحَوْا ضَائِعِینَا
أَیَا عَمَّاهْ إِنَّ أَخَاکَ أَضْحَى
بَعِیداً عَنْکَ بِالرَّمْضَا رَهِیناً
بِلَا رَأْسٍ تَنُوحُ عَلَیْهِ جَهْراً
طُیُورٌ وَ الْوُحُوشُ الْمُوحِشِینَا
وَ لَوْ عَایَنْتَ یَا مَوْلَایَ سَاقُوا
حَرِیماً لَا یَجِدْنَ لَهُمْ مُعِیناً
عَلَى مَتْنِ النِّیَاقِ بِلَا وِطَاءٍ
وَ شَاهَدْتَ الْعِیَالَ مُکَشَّفِینَا
مَدِینَةَ جَدِّنَا لَا تَقْبَلِینَا
فَبِالْحَسَرَاتِ وَ الْأَحْزَانِ جِئْنَا
خَرَجْنَا مِنْکِ بِالْأَهْلِینَ جَمْعاً
رَجَعْنَا لَا رِجَالَ وَ لَا بَنِینَا
وَ کُنَّا فِی الْخُرُوجِ بِجَمْعِ شَمْلٍ
رَجَعْنَا حَاسِرِینَ مُسَلَّبِینَا
وَ کُنَّا فِی أَمَانِ اللَّهِ جَهْراً
رَجَعْنَا بِالْقَطِیعَةِ خَائِفِینَا
وَ مَوْلَانَا الْحُسَیْنُ لَنَا أَنِیسٌ
رَجَعْنَا وَ الْحُسَیْنُ بِهِ رَهِینَا
فَنَحْنُ الضَّائِعَاتُ بِلَا کَفِیلٍ
وَ نَحْنُ النَّائِحَاتُ عَلَى أَخِینَا
وَ نَحْنُ السَّائِرَاتُ عَلَى الْمَطَایَا
نُشَالُ عَلَى جِمَالِ الْمُبْغِضِینَا
وَ نَحْنُ بَنَاتُ یس وَ طه
وَ نَحْنُ الْبَاکِیَاتُ عَلَى أَبِینَا
وَ نَحْنُ الطَّاهِرَاتُ بِلَا خَفَاءٍ
وَ نَحْنُ الْمُخْلَصُونَ الْمُصْطَفَوْنَا
وَ نَحْنُ الصَّابِرَاتُ عَلَى الْبَلَایَا
وَ نَحْنُ الصَّادِقُونَ النَّاصِحُونَا
أَلَا یَا جَدَّنَا قَتَلُوا حُسَیْناً
وَ لَمْ یَرْعَوْا جَنَابَ اللَّهِ فِینَا
أَلَا یَا جَدَّنَا بَلَغَتْ عِدَانَا
مُنَاهَا وَ اشْتَفَى الْأَعْدَاءُ فِینَا
لَقَدْ هَتَکُوا النِّسَاءَ وَ حَمَّلُوهَا
عَلَى الْأَقْتَابِ قَهْراً أَجْمَعِینَا
وَ زَیْنَبُ أَخْرَجُوهَا مِنْ خِبَاهَا
وَ فَاطِمُ وَالِهٌ تُبْدِی الْأَنِینَا
سُکَیْنَةُ تَشْتَکِی مِنْ حَرِّ وَجْدٍ
تُنَادِی الْغَوْثَ رَبَّ الْعَالَمِینَا
وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ بِقَیْدِ ذُلٍّ
وَ رَامُوا قَتْلَهُ أَهْلُ الْخَئُونَا
فَبَعْدَهُمُ عَلَى الدُّنْیَا تُرَابٌ
فَکَأْسُ الْمَوْتِ فِیهَا قَدْ سُقِینَا
وَ هَذِی قِصَّتِی مَعَ شَرْحِ حَالِی
أَلَا یَا سَامِعُونَ ابْکُوا عَلَیْنَا» (1)
1) بحار الأنوار، ج 45، ص 197.