جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

متن عربی خطبه در مجلس یزید

زمان مطالعه: 3 دقیقه

قَالَ الرَّاوِی:

… ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَ الْحُسَیْنِ ع بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أَجْلَسَ النِّسَاءَ خَلْفَهُ لِئَلَّا یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ فَرَآهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع فَلَمْ یَأْکُلِ الرُّءُوسَ بَعْدَ ذَلِکَ أَبَداً وَ أَمَّا زَیْنَبُ فَإِنَّهَا لَمَّا رَأَتْهُ أَهْوَتْ إِلَى جَیْبِهَا فَشَقَّتْهُ ثُمَّ نَادَتْ بِصَوْتٍ حَزِینٍ یُفْزِعُ الْقُلُوبَ:

«یَا حُسَیْنَاهْ! یَا حَبِیبَ رَسُولِ اللَّهِ! یَا ابْنَ مَکَّةَ وَ مِنًى! یَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ! یَا ابْنَ بِنْتِ الْمُصْطَفَى!»

فَأَبْکَتْ وَ اللَّهِ کُلَّ مَنْ کَانَ فِی الْمَجْلِسِ وَ یَزِیدُ عَلَیْهِ لَعَائِنُ اللَّهِ سَاکِتٌ.

ثُمَّ جَعَلَت امْرَأَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ کَانَتْ فِی دَارِ یَزِیدَ لَعَنَهُ اللَّهُ تَنْدُبُ عَلَى الْحُسَیْنِ ع وَ تُنَادِی: یَا حَبِیبَاهْ! یَا سَیِّدَ أَهْلِ بَیْتَاهْ! یَا ابْنَ مُحَمَّدَاهْ! یَا رَبِیعَ الْأَرَامِلِ وَ الْیَتَامَى! یَا قَتِیلَ أَوْلَادِ الْأَدْعِیَاءِ!

فَأَبْکَتْ کُلَّ مَنْ سَمِعَهَا. ثُمَّ دَعَا یَزِیدُ عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ بِقَضِیبِ خَیْزُرَانٍ فَجَعَلَ یَنْکُتُ بِهِ ثَنَایَا الْحُسَیْنِ ع.

فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِیُّ وَ قَالَ: وَیْحَکَ یَا یَزِیدُ أَ تَنْکُتُ بِقَضِیبِکَ ثَغْرَ الْحُسَیْنِ ع ابْنِ فَاطِمَةَ ص أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَیْتُ النَّبِیَّ ص یَرْشُفُ ثَنَایَاهُ وَ ثَنَایَا أَخِیهِ الْحَسَنِ ع وَ یَقُولُ أَنْتُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَتَلَ اللَّهُ قَاتِلَکُمَا وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِیراً!

فَغَضِبَ یَزِیدُ وَ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ فَأُخْرِجَ سَحْباً. قَالَ وَ جَعَلَ یَزِیدُ یَتَمَثَّلُ بِأَبْیَاتِ ابْنِ الزِّبَعْرَى:

«لَیْتَ أَشْیَاخِی بِبَدْرٍ شَهِدُوا

جَزِعَ الْخَزْرَجُ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ‏

لَأَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً

ثُمَّ قَالُوا یَا یَزِیدُ لَا تُشَلَ‏

قَدْ قَتَلْنَا الْقَوْمَ مِنْ سَادَاتِهِمْ

وَ عَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلَ‏

لَعِبَتْ هَاشِمٌ بِالْمُلْکِ فَلَا

خَبَرٌ جَاءَ وَ لَا وَحْیٌ نَزَلَ‏

لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ

مِنْ بَنِی أَحْمَدَ مَا کَانَ فَعَل.‏»

فَقَامَتْ زَیْنَبُ بِنْتُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَتْ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ صَدَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ کَذَلِکَ یَقُول:

«ثُمَّ کانَ عاقِبَةَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللَّهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُن» (1)

أَ ظَنَنْتَ یَا یَزِیدُ حَیْثُ أَخَذْتَ عَلَیْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ وَ آفَاقَ السَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا نُسَاقُ کَمَا تُسَاقُ الْأُسَرَاءُ أَنَّ بِنَا هَوَاناً عَلَیْهِ وَ بِکَ عَلَیْهِ کَرَامَةً وَ أَنَّ ذَلِکَ‏ لِعِظَمِ خَطَرِکَ عِنْدَهُ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِکَ وَ نَظَرْتَ فِی عِطْفِکَ جَذْلَانَ مَسْرُوراً حَیْثُ رَأَیْتَ الدُّنْیَا لَکَ مُسْتَوْثِقَةً وَ الْأُمُورَ مُتَّسِقَةً وَ حِینَ صَفَا لَکَ مُلْکُنَا وَ سُلْطَانُنَا فَمَهْلًا مَهْلًا أَ نَسِیتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: «وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّما نُمْلِی لَهُمْ خَیْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِین.» (2)

أَ مِنَ الْعَدْلِ یَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِیرُکَ حَرَائِرَکَ وَ إِمَاءَکَ وَ سَوْقُکَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ص سَبَایَا قَدْ هَتَکْتَ سُتُورَهُنَّ وَ أَبْدَیْتَ وُجُوهَهُنَّ تَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَ یَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاهِلِ وَ الْمَنَاقِلِ وَ یَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِیبُ وَ الْبَعِیدُ وَ الدَّنِیُّ وَ الشَّرِیفُ لَیْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِیٌّ وَ لَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِیٌّ وَ کَیْفَ یُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَکْبَادَ الْأَزْکِیَاءِ وَ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ‏ دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ وَ کَیْفَ یَسْتَبْطِئُ فِی بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَنْ نَظَرَ إِلَیْنَا بِالشَّنَفِ وَ الشَّنَئَانِ وَ الْإِحَنِ وَ الْأَضْغَانِ ثُمَّ تَقُولُ غَیْرَ مُتَأَثِّمٍ وَ لَا مُسْتَعْظِم – لَأَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً ثُمَّ قَالُوا یَا یَزِیدُ لَا تُشَل‏- مُنْتَحِیاً عَلَى ثَنَایَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ سَیِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَنْکُتُهَا بِمِخْصَرَتِکَ وَ کَیْفَ لَا تَقُولُ ذَلِکَ وَ قَدْ نَکَأْتَ الْقَرْحَةَ وَ اسْتَأْصَلْتَ الشَّافَةَ بِإِرَاقَتِکَ دِمَاءَ ذُرِّیَّةِ مُحَمَّدٍ ص وَ نُجُومِ الْأَرْضِ مِنْ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ تَهْتِفُ بِأَشْیَاخِکَ زَعَمْتَ أَنَّکَ تُنَادِیهِمْ فَلَتَرِدَنَّ وَشِیکاً مَوْرِدَهُمْ وَ لَتَوَدَّنَّ أَنَّکَ شَلَلْتَ وَ بَکِمْتَ وَ لَمْ تَکُنْ قُلْتَ مَا قُلْتَ وَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ اللَّهُمَّ خُذْ لَنَا بِحَقِّنَا وَ انْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا وَ أَحْلِلْ غَضَبَکَ بِمَنْ سَفَکَ دِمَاءَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا فَوَ اللَّهِ مَا فَرَیْتَ إِلَّا جِلْدَکَ وَ لَا حَزَزْتَ إِلَّا لَحْمَکَ وَ لَتَرِدَنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ سَفْکِ دِمَاءِ ذُرِّیَّتِهِ وَ انْتَهَکْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ فِی عِتْرَتِهِ وَ لُحْمَتِهِ حَیْثُ یَجْمَعُ اللَّهُ شَمْلَهُمْ وَ یَلُمُّ شَعَثَهُمْ وَ یَأْخُذُ بِحَقِّهِمْ‏ «وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُون» ‏(3)

وَ حَسْبُکَ بِاللَّهِ حَاکِماً وَ بِمُحَمَّدٍ ص خَصِیماً وَ بِجَبْرَئِیلَ ظَهِیراً وَ سَیَعْلَمُ مَنْ سَوَّلَ لَکَ وَ مَکَّنَکَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِینَ‏ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا وَ أَیُّکُمْ‏ شَرٌّ مَکاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً وَ لَئِنْ جَرَّتْ عَلَیَّ الدَّوَاهِی مُخَاطَبَتَکَ إِنِّی لَأَسْتَصْغِرُ قَدْرَکَ وَ أَسْتَعْظِمُ تَقْرِیعَکَ وَ أَسْتَکْثِرُ تَوْبِیخَکَ لَکِنَّ الْعُیُونَ عبْرَى وَ الصُّدُورَ حَرَّى أَلَا فَالْعَجَبُ کُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللَّهِ النُّجَبَاءِ بِحِزْبِ الشَّیْطَانِ الطُّلَقَاءِ فَهَذِهِ الْأَیْدِی تَنْطِفُ مِنْ دِمَائِنَا وَ الْأَفْوَاهُ تَتَحَلَّبُ مِنْ لُحُومِنَا وَ تِلْکَ الْجُثَثُ الطَّوَاهِرُ الزَّوَاکِی تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ وَ تُعَفِّرُهَا أُمَّهَاتُ الْفَرَاعِلِ وَ لَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَجِدَنَّا وَشِیکاً مَغْرَماً حِینَ لَا تَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمَتْ یَدَاکَ‏ وَ ما رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ فَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَکَى وَ عَلَیْهِ الْمُعَوَّلُ فَکِدْ کَیْدَکَ وَ اسْعَ سَعْیَکَ وَ نَاصِبْ جُهْدَکَ فَوَ اللَّهِ لَا تَمْحُو ذِکْرَنَا وَ لَا تُمِیتُ وَحْیَنَا وَ لَا تُدْرِکُ أَمَدَنَا وَ لَا تَرْحَضُ عَنْکَ عَارَهَا وَ هَلْ رَأْیُکَ إِلَّا فَنَدٌ وَ أَیَّامُکَ إِلَّا عَدَدٌ وَ جَمْعُکَ إِلَّا بَدَدٌ یَوْمَ یُنَادِی الْمُنَادِی‏ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِینَ‏ فَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏ الَّذِی خَتَمَ لِأَوَّلِنَا بِالسَّعَادَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ لِآخِرِنَا بِالشَّهَادَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُکْمِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَ یُوجِبَ لَهُمُ الْمَزِیدَ وَ یُحْسِنَ عَلَیْنَا الْخِلَافَةَ إِنَّهُ رَحِیمٌ وَدُودٌ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ‏.

فَقَالَ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ:

«یَا صَیْحَةً تُحْمَدُ مِنْ صَوَائِحِ‏

مَا أَهْوَنَ النَّوْحَ عَلَى النَّوَائِح‏.» (4)


1) سوره روم، آیه 10.

2) سوره آل عمران، آیه 178.

3) سوره آل عمران، آیه169.

4) لهوف، ابن طاووس، ترجمه فهرى، ص178-186.