جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی ربوع البصرة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و أشرفت قافلة عائشة على البصرة، فلما علم ذلک عثمان بن حنیف والی البصرة أرسل إلى عائشة أبا الأسود الدؤلی لیسألها عن قدومها.

و لما التقى بها قال: ما أقدمک یا ام المؤمنین؟

ـ أطلب بدم عثمان.

فرد علیها من منطقه الفیاض قائلا: لیس فی البصرة من قتلة عثمان أحد.

ـ صدقت ولکنهم مع علی بن أبی طالب بالمدینة، و جئت أستنهض أهل البصرة لقتاله، أنغضب لکم من سوط عثمان و لا نغضب لعثمان من سیوفکم.

فرد علیها أبو الأسود ببالغ الحجة قائلا: ما أنت من السوط و السیف، إنما أنت حبیبة رسول الله صلى الله علیه و آله، أمرک أن تقری فی بیتک و تتلی کتاب ربک، و لیس على النساء قتال، و لا لهن الطلب بالدماء، و أن علیا لأولى منک و أمس رحما، فإنهما إبنا عبد مناف.

و لم تقنع عائشة و أصرت على محاربة الإمام، و قالت لأبی الأسود: لست

بمنصرفة حتى أمضی لما قدمت إلیه، أفتظن أبا الأسود أن أحدا یقدم على قتالی.

فأجابها أبوالأسود: أما و الله لتقاتلن قتالا أهونه الشدید.

ثم ترکها و انصرف صوب الزبیر فقابله، و ذکره بماضی جهاده و ولائه للإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام قائلا له: یا أبا عبدالله، عهد الناس بک و أنت یوم بویع أبوبکر آخذ بقائم سیفک تقول: لا أحد أولى بهذا الأمر من ابن أبی طالب، و أین هذا المقام من ذاک؟

فأجابه الزبیر: نطلب بدم عثمان.

و نظر إلیه أبو الأسود فأجابه بسخریة: أنت و صاحبک ولیتماه فیما بلغنا.

و رأى الزبیر فی کلام أبی الأسود النصح و السداد فانصاع لقوله، إلا أنه طلب منه مواجهة طلحة و عرض الأمر علیه، فمضى أبو الأسود مسرعا نحو طلحة و کلمه فی الأمر فلم یجد منه أیة استجابة، و قفل أبو الأسود راجعا إلى ابن حنیف فأخبره بنیة القوم و إصرارهم على الحرب.

و عقد الفریقان هدنة مؤقتة، و کتبا فی ذلک وثیقة وقعها کلا الطرفین على أن لا یفتح أحدهما على الآخر باب الحرب، حتى یستبین فی ذلک رأی الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام.