و اجریت على المرقد المعظم فی مصر عدة عمارات و إصلاحات من قبل بعض المحسنین من ملوک و وزراء و غیرهم، کان منهم ما یلی:
1ـ أمیر مصر، و نقیب الأشراف الزینبیین، الشریف فخرالدین ثعلب الجعفری الزینبی، فقد أشاد عمارة مهمة على المرقد الشریف.
2ـ الأمیر علی باشا الوزیر، والی مصر من قبل السلطان سلیمان خان، فقد شید المرقد و أضاف إلیه مسجدا یتصل به و ذلک فی سنة (956هـ(.
3ـ الأمیر عبدالرحمن کتخدا، فقد عمر المرقد، و أنشأ به ساقیة و حوضا و ذلک فی سنة (1174هـ(.
4ـ وفی سنة (1212هـ) ظهر صدع فی بعض حوائط المسجد فندبت حکومة عثمان المرادی لتجدیده و إنشائه فابتدأ العمل إلا أنه توقف لدخول الفرنسیین لمصر، و أکمله بعد ذلک الوزیر یوسف باشا، و ذلک فی سنة (1326هـ(، و أرخ ذلک بأبیات خطت على لوح من الرخام و هی:
نور بنت النبی زینب یعلو
مسجدا فیه قبرها و المزار
قد بناه الوزیر صدر المعالی
یوسف و هو للعلى مختار
زاد جلاله کما قلت: و مسجد
مشرق به أنوار
و حالت دون إتمام عمارته بعض الموانع فأکمله محمد علی باشا الکبیر جد الاسرة العلویة.
5ـ سعید باشا، أمر بتجدید الوجهة الغربیة و البحریة من الضریح، و ذلک فی سنة (1276هـ) و بعد تمام العمارة کتب على لوح من الرخام التاریخ و هذا نصه:
فی ظل أیام السعید محمد
رب الفخار ملیک مصر الأفخم
من فائض الأوقاف أتحف زینبا
عون الورى بنت النبی الأکرم
من یأت ینوی للوضوء مؤرخا
فإن وضوءه من زمزم
و کتب على باب المقام هذا البیت:
یا زائریها قفوا بالباب و ابتهلوا
بنت الرسول لهذا القطر مصباح
و لیست العقیلة مصباحا و شرفا لمصر، و إنما هی فخر و نور لجمیع أقالیم العالم الإسلامی.
6ـ الخدیوی محمد توفیق باشا، جدد الباب المقابل لباب القبة، جدده بالمرمر المصری و الترکی و ذلک فی سنة (1294هـ(.
و فی سنة (1297هـ) أمر بتجدید القبة و المسجد و المنارة، و تم البناء فی سنة (1302هـ(، و کتب على أبواب القبة الشریفة هذه الأبیات:
باب الشفاعة عند قبة زینب
یلقاه غاد للمقام و رائح
من یمن توفیق العزیز مؤرخ
نور على باب الشفاعة لائح
کما کتبت هذه الأبیات:
قف توسل بباب بنت علی
بخضوع وسل إله السماء
تحظ بالعز و القبول و أرخ
باب اخت الحسین باب العلاء
کما رسمت هذه الأبیات:
رفعوا لزینب بنت طه قبة
علیاء محکمة البناء مشیدة
نور القبول یقول فی تأریخها
باب الرضا و العدل باب السیدة
و فی هذا التاریخ نقشت القبة و المشهد بنقوش رائعة و بدیعة، و کان ذلک بأمر محمد توفیق.
و بهذا ینتهی بنا الحدیث عن المرقد المعظم فی مصر (1)
و یتشرف و یسمو کل قطر اقیم فیه لسیدة النساء العقیلة زینب مرقد أو مقام، فهی بحکم مواریثها و صفاتها أفضل سیدة خلقها الله بعد امها زهراء الرسول.
و بهذا تنطوی الصفحات الأخیرة من هذا الکتاب.
الحمدلله رب العالمین و صلی الله علی سیدنا محمد و علی آله الطاهرین
1) زینب الکبری: 125 و 126.