و عمد أراذل أهل الکوفة، و عبید ابن مرجانة إلى سلب حرائر النبوة و عقائل الوحی، فسلبوا ما علیهن من حلی و حلل، و عمد بعض الأنذال إلى السیدة ام کلثوم فسلب قرطیها، و أسرع وغد خبیث نحو السیدة فاطمة بنت الحسین فانتزع خلخالها و هو یبکی.
فقالت له السیدة: ما لک تبکی؟
کیف لا أبکی و أنا أسلب ابنة رسول الله صلى الله علیه و آله.
و لما رأت ذلک أنکرت علیه، و طلبت منه أن لا یسلبها فأجابها: أخاف أن یأخذه غیری (1)
و عمد الأرجاس إلى نهب جمیع ما فی الخیام من ثقل و متاع، کما عمدوا إلى ضرب بنات رسول الله صلى الله علیه و آله بکعوب رماحهم و هن یلذن بعضهن ببعض من الرعب، و قد سقطت السیدة فاطمة بنت الإمام الحسین مغشیا علیها من شدة الضرب، فلما أفاقت رأت عمتها السیدة أم کلثوم تبکی عند رأسها (2)
إن مأساة بنات الوحی و عقائل الرسالة تذوب من هولها الجبال.
1) سیر أعلام النبلاء: 3: 204.
2) مقتل الحسین علیه السلام / المقرم: 386.