جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

رسائل أهل الکوفة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و عمد أهل الکوفة إلى کتابة جمهرة من الرسائل إلى الإمام یحثونه على القدوم إلیهم لینقذ الامة من شر الامویین، و کان من بین تلک الرسائل رسالة بعثها جماعة من شیعة الإمام و جاء فیها بعد البسملة: «من سلیمان بن صرد، و المسیب بن نجیة، و رفاعة بن شداد، و حبیب بن مظاهر و شیعته و المسلمین من أهل الکوفة:

أما بعد، فالحمدلله الذی قصم عدوک الجبار العنید ـ یعنی معاویة ـ الذی انتزا على هذه الامة فابتزها أمرها و غصبها فیئها و تآمر علیها بغیر رضى منها، ثم قتل خیارها و استبقى شرارها، و جعل مال الله دولة بین جبابرتها و أغنیائها، فبعدا له کما بعدت ثمود.

إنه لیس علینا إمام فاقبل لعل الله یجمعنا بک على الحق، و اعلم أن النعمان ابن بشیر فی قصر الإمارة لسنا نجتمع معه فی جمعة و لا نخرج معه إلى عید، ولو بلغنا أنک قد أقبلت إلینا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله.

و السلام علیک و رحمة الله و برکاته» (1)

کما وردت إلیه رسائل من الانتهازیین و شیوخ الکوفة، کان منها ما أرسله شبث بن ربعی الیربوعی، و محمد بن عمر التمیمی، و حجار بن أبجر العجلی، و یزید بن الحارث الشیبانی، و عزرة بن قیس الأحمسی، و عمرو بن الحجاج الزبیدی، و هذا نصها: «أما بعد، فقد إخضر الجناب، و أینعت الثمار، و طمت الجمام (2)، فاقدم على جند لک مجندة و السلام علیک» (3)

و أعربت هذه الرسالة عن شیوع الأمل و ازدهار الحیاة، و تهیئة البلاد عسکریا للأخذ بحق الإمام و مناجزة خصومه، و قد وقعها اولئک الأشخاص الذین لا یؤمنون بالله، و کانوا فی طلیعة القوى العسکریة التی زجها ابن مرجانة لحرب الإمام.

و على أی حال فقد توافدت الرسائل یتبع بعضها بعضا على الإمام، حتى اجتمع عنده فی نوب متفرقة اثنا عشر ألف کتاب، و وردت علیه قائمة فیها مائة و أربعون ألف اسم، یعربون فیها عن نصرتهم و استعدادهم الکامل لطاعته حال ما یصل إلى مقرهم.

ولکن بمزید الأسف لقد انطوت تلک الصحیفة، و تبدلت الأوضاع إلى ضدها، و إذا بالکوفة تنتظر الحسین لتثب علیه فتریق دمه و دماء أهل بیته و أصحابه و تسبی عیاله، و هکذا شاءت المقادیر، و لا راد لأمر الله تعالى و قضائه.


1) أنساب الأشراف: 157.

2) الجمام: الآبار.

3) أنساب الأشراف: 158ـ 159.