و رأت العقیلة فی منامها رؤیا أفزعتها، و أذهلتها فأسرعت إلى جدها الرسول صلى الله علیه و آله تقصها علیه، و لما مثلت عنده أجلسها فی حجره و جعل یوسعها تقبیلا، فقالت له: یا جداه، رأیت رؤیا البارحة…
ـ قصیها علی.
ـ رأیت ریحا عاصفا اسودت الدنیا منه و أظلمت، ففزعت إلى شجرة عظیمة فتعلقت بها من شدة العاصفة، فقلعتها الریاح و ألقتها على الأرض، فتعلقت بغصن قوی من تلک الشجرة فقطعتها الریاح، فتعلقت بفرع آخر فکسرته الریاح أیضا، و سارعت فتعلقت بأحد فرعین من فروعهما فکسرته العاصفة أیضا، ثم استیقظت من نومی.
فأجهش النبی صلى الله علیه و آله بالبکاء، و فسر لها رؤیاها قائلا: «أما الشجرة: فجدک، و أما الفرع الأول: فأمک فاطمة، و الثانی: أبوک علی، و الفرعان الآخران هما: أخواک الحسنان، تسود الدنیا لفقدهم و تلبسین لباس الحداد فی رزیتهم (1)
و ساد الحزن و الأسى فی البیت النبوی، و صدقت رؤیا العقیلة فلم تمض أیام حتى رزئت بجدها و امها، و تتابعت علیها بعد ذلک الرزایا، فقد استشهد أبوها و أخواها، و لبست علیهم لباس الحزن و الحداد.
1) صحیح الترمذی: 2: 308.