جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تمرد معاویة

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و مهدت عائشة الطریق إلى معاویة، و فتحت له أبواب المعارضة لحکومة الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام، فلولاها لما تمکن ابن هند من مناجزة الإمام و رفضه لبیعته.

و قد اتخذ معاویة دم عثمان ورقة رابحة للمطالبة بدمه، و من المؤکد زیف هذه الدعوى و عدم واقعیتها، فقد استنجد به عثمان حینما حوصر و طلب منه أن یسعفه بقوة عسکریة لرفع الحصار عنه فلم یستجب له حتى أجهز علیه الثوار..

إن الذی دعا معاویة إلى التمرد على حکومة الإمام هو ما یعلمه من سیرة الإمام و سیاسته الهادفة إلى إقامة الحق و تدمیر الباطل، فالإمام لا یبقی معاویة فی جهاز الحکم لحظة واحدة، و یجرده من جمیع أمواله التی اختلسها من بیت مال المسلمین، و یحاسبه حسابا عسیرا على جمیع تصرفاته المجافیة لروح الإسلام من لبس الحریر و الدیباج و استعمال أوانی الذهب و الفضة و الإسراف الفظیع فی بناء القصور، و لا یقر شرعیة دعم عمر له و ثنائه علیه و مبالغته فی تأییده، فهو الذی لم یحاسبه على أعماله التی تصادمت مع تعالیم الإسلام و قال فیه: إنه کسرى العرب، و اعتبر الإمام ذلک تعد على سیاسة العدل تبناها فی جمیع

مراحل حکمه و حیاته.

و على أی حال، فقد بعث الإمام إلى معاویة جریر بن عبدالله البجلی، و زوده برسالة یدعوه فیها إلى مبایعته و الدخول فی طاعته، إلا أن معاویة أصر على غیه و رفض الاستجابة لدعوة الحق و الوئام، فقد توفرت عنده القوة العسکریة التی یستطیع بها على محاربة الإمام.