جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

انتخاب ابن سعد للقیادة العامة

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و انتخب الوغد الأثیم عبیدالله بن زیاد عمر بن سعد قائدا عاما لقواته المسلحة، و کان ابن سعد من أخس الناس و من أرذلهم، و لا یملک أی رصید من الشرف و الکرامة، و کان ضعیف النفس خائر العزیمة، لقد انتخبه ابن زیاد لأفظع جریمة منذ خلق الله الأرض، فقاد الجیوش لحرب ابن رسول الله صلى الله علیه و آله و أحاط به من کل جانب، و فرض علیه الحصار فاستولى على جمیع الطرق مخافة أن یصل إلیه أی إمداد من الخارج.

کما عهد إلى أربعة آلاف فارس بقیادة المجرم عمرو بن الحجاج فاحتلوا نهر الفرات و جمیع الشرائع و الأنهر المتفرعة منه، و قد حیل بین الإمام الحسین و بین الماء قبل قتله بثلاثة أیام (1)

و قد عانت العقیلة أعظم المحن، فقد أحاطت بها الأطفال و حرائر الرسالة و هم یعجون من ألم الظمأ، و هی تصبرهم و تمنیهم بوصول الماء إلیهم، لقد ذاب قلبها رحمة و حنانا على أطفال أخیها الذین ذبلت شفاههم و ذوى عودهم.

یقول أنور الجندی:

و ذئاب الشرور تنعم بالماء

و أهل النبی من غیر ماء

یا لظلم الأقدار یظمأ قلب

اللیث و اللیث موثق الأعضاء

و صغار الحسین یبکون فی الصحراء

یا رب أین غوث القضاء

إن جمیع الشرائع و المذاهب لا تبیح منع الماء عن الأطفال و النساء، فالناس جمیعا شرکاء فیه، ولکن شریعة آل أبی سفیان التی تحکی طباع الاسر القرشیة التی أبت أن تجتمع الخلافة و النبوة فی بیت واحد هی التی حرمت الماء على آل الرسول صلى الله علیه و آله.


1) مرآة الزمان فی تواریخ الأعیان: 89.