جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الى جنة المأوى (3)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و خلدت حفیدة الرسول صلى الله علیه و آله ـ فی یثرب ـ إلى البکاء و النحیب، و أخذت تراودها صباحا و مساء تلک الذکریات المروعة التی جرت على أخیها فی صعید کربلاء، و ما عاناه من الکوارث القاصمة التی تذوب من هولها الجبال، فکانت دموعها تجری فی کل لحظة على أخیها و اسرتها الذین حصدت رؤوسهم سیوف البغی، و مثلت بأجسامهم العصابات المجرمة.

لقد أخذت تلوح أمامها تلک المناظر الحزینة التی تعصف بالصبر حتى ضاقت بها الأرض، و لم تلبث أن ترفع صوتها عالیا مشفوعا بالألم و البکاء قائلة:

»وا حسیناه«.

»وا أخاه«.

»وا عباساه«.

»وا أهل بیتاه«.

»وا مصیبتاه«.

ثم تهوی إلى الأرض مغمى علیها، فقد صارت شبحا، و ذوت کما ذوت امها زهراء الرسول من قبل، و کان أحب شیء لها مفارقة الدنیا و الالتحاق بجدها

الرسول صلى الله علیه و آله لتشکو إلیه ما عانته من الرزایا و الأسر و السبی، و ما جرى على أخیها من القتل و التمثیل…

و نتحدث بإیجاز عن وفاتها، و ما قیل فی زمانه، و المکان الذی حضی بمرقدها.