و لما أدلى الإمام علیه السلام بوصایاه أخذ یعانی آلام الموت و هو یتلو آیات الذکر الحکیم و یکثر من الدعاء و الاستغفار، و لما دنا منه الأجل المحتوم کان آخر ما نطق به: (لمثل هذا فلیعمل العاملون) (1)، ثم فاضت روحه الزکیة إلى جنة المأوى،
لقد ارتفع ذلک اللطف الإلهی الذی أضاء الدنیا بعدله و عمله و کماله، فما أظلت سماء الدنیا قط أفضل و لا أسمى منه ما عدا أخاه و ابن عمه رسول الله صلى الله علیه و آله.
لقد مادت أرکان العدل، و انطمست معالم الحق، و مات أبو الغرباء و البؤساء.
سیدی أباالحسن، لقد مضیت إلى عالم الخلود، و أنت مکدود مجهود، قد جهل حقک، و ابعدت عن مقامک الذی أقامک فیه رسول الله صلى الله علیه و آله، و قد تظافرت الاسر القرشیة على حربک، و وضعت الحواجز و السدود أمام مخططاتک الإصلاحیة، کما فعلت مثل ذلک مع ابن عمک رسول الله صلى الله علیه و آله، فإنا لله و انا إلیه راجعون.
1) الصافات 37: 61.