و انبرت حفیدة الرسول صلى الله علیه و آله إلى جثمان أخیها، و قد رأت ـ و یا لهول ما رأت ـ رأت الجثمان المقدس و قد مزقته سیوف البغاة و رماحهم، و قد مثل به کأفظع و أقسى ما یکون التمثیل، لقد کان منظرا تلجم منه الألسن، و تجمد منه الدماء، و تهلع منه القلوب، لقد وقفت العقیلة أمامه بجلال و حشمة، و قد أحاط بها
الأعداء، فرمقت السماء بطرفها، و قالت هذه الکلمات التی ارتسمت مع الفلک ثم دارت فیه، و هی تشع بروح الإیمان و الإخلاص إلى الله تعالى قائلة: «اللهم تقبل منا هذا القربان..«.
لقد رضیت حفیدة الرسول صلی الله علیه و آله بما عانته من أهوال هذه الکارثة التی تذوب من هولها الجبال، لأنها فی ذات الله تعالى، الذی هامت فی الإنابة إلیه.
لقد تجلت معانی الوراثة النبویة فی سیدة النساء زینب و برزت فی شخصیتها معالم شخصیة جدها الرسول صلى الله علیه و آله و وصیة أبیها الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام.