زمان مطالعه: < 1 دقیقه
و أخذ الإمام الحسن علیه السلام یتهیأ للسفر إلى یثرب، و یترک البلد الذی خذله و خذل أباه من قبل، و لما تمت وسائل النقل خرج أهل الکوفة إلى تودیعه و هم ما بین باک و آسف، یندبون حظهم التعیس، فقد أصبح بلدهم مصرا من الأمصار بعد أن کانت عاصمة الدولة الإسلامیة، و أصبحت القطع السوریة من الجیش تدخل مصرهم و تسیطر علیهم، و یقام فی بلدهم حکم إرهابی لا یعرف الرحمة و لا الرأفة.
و على أی حال فقد انتهى الإمام إلى یثرب فخف أهلها إلى استقباله، فقد أقبل إلیهم الخیر، و حلت فی دیارهم السعادة.
و على أی حال فقد أفلت دولة الحق و قامت على أنقاضها دولة الباطل، و کان ذلک من أعظم النکبات التی عانتها حفیدة الرسول صلى الله علیه و آله و عقیلة بنی هاشم السیدة زینب، فکانت عالمة بمجریات الأحداث و نتائجها التی کان منها ما عانته من الرزایا و الخطوب فی کربلاء.