جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

السفر إلى العراق

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و قبل أن یغادر الإمام مکة مضى إلى البیت الحرام فأدى له التحیة بطوافه و صلاته، و بقی فیه حتى أدى صلاة الظهر ثم خرج مودعا له (1)

و خرج الإمام من مکة و هو یحمل معه مخدرات الرسالة و عقائل النبوة، و کان خروجه فی الیوم الثامن من ذی الحجة سنة ستین من الهجرة (2)، و خیم الحزن و الأسى على أهل مکة و على حجاج بیت الله الحرام، و کان الإمام لا ینزل منزلا إلا حدث أهل بیته عن مقتل یحیى بن زکریا (3)

و سار موکب الإمام لا یلوی على شیء حتى انتهى إلى موضع یسمى بـ «الصفاح» فالتقى بالشاعر الکبیر الفرزدق فسلم على الإمام، و قال له: بأبی أنت و امی یابن رسول الله صلی الله علیه و آله ما أعجلک عن الحج؟

فأجابه الإمام عن سبب خروجه: «ولو لم أعجل لأخذت..«.

إن السبب فی خروج الإمام قبل أن یتم العمرة هو أن السلطة قد عهدت إلى عصابة منها باغتیال الإمام، ولو کان متعلقا بأستار الکعبة، فلذا سارع الإمام بالخروج من مکة.

و بادر الإمام فسأل الفرزدق فقال له: «من أین أقبلت یا أبافراس؟«.

ـ من الکوفة.

ـ «بین لی خبر الناس؟«.

ـ على الخبیر سقطت، قلوب الناس معک و سیوفهم مع بنی امیة، و القضاء

ینزل من السماء، و الله یفعل ما یشاء، و ربنا کل یوم هو فی شأن (4)

و استصوب الإمام کلام الفرزدق فقال له: «صدقت لله الأمر من قبل و من بعد، یفعل الله ما یشاء و کل یوم ربنا فی شأن.

إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، و هو المستعان على أداء الشکر، و إن حال القضاء دون الرجاء فلم یتعد من کان الحق نیته و التقوى سریرته..» (5)

و واصل الإمام مسیرته الخالدة بعزم و ثبات لم یثنه عن عزیمته قول الفرزدق فی تخاذل الناس عنه، و تجاوبهم مع بنی امیة.


1) الحسین بن علی: 557.

2) خطط المقریزی: 2: 286.

3) نظم درر السمطین: 215.

4) الإرشاد / المفید: 2: 67. بحارالأنوار: 44: 365. أنساب الأشراف: 3: 376. تاریخ الامم و الملوک: 4: 590. الفتوح: 5: 71ـ 73. الکامل فی التاریخ: 3: 276. وسیلة المآل: 188.

5) تاریخ الامم و الملوک: 4: 590. الکامل فی التاریخ: 3: 276. الصواعق المحرقة: 196. البدایة و النهایة: 8: 168.