جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الحرب (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و ارتبک ابن سعد من التحاق الحر بالإمام، و خاف أن یحصل التمرد فی جیشه، فزحف الباغی الأثیم نحو معسکر الحسین، و أخذ سهما فأطلقه صوب الإمام، و قد رفع صوته قائلا: اشهدوا لی عند الأمیر أنی أول من رمى الحسین.

و فتح ابن سعد من السهم الذی أطلقه باب الحرب، و طلب من الجیش أن یشهدوا له عند سیده ابن مرجانة بأنه أول من رمى معسکر ابن رسول الله صلى الله علیه و آله.

و تتابعت السهام کأنها المطر على معسکر الإمام الحسین، فلم یبق أحد منهم إلا أصابة سهم.

فالتفت الإمام إلى أصحابه قائلا: «قوموا یا کرام فهذه رسل القوم إلیکم..«.

و تقدمت طلائع الحق من أصحاب أبی الأحرار إلى ساحة الشرف و المجد و هی تعلن ولاءها للإسلام، و تفانیها فی الذب عن إمام المسلمین و سید شباب أهل الجنة، و بذلک بدأت المعرکة و احتدم القتال کأشده و أعنفه.

و من المقطوع به أنه لم تکن مثل تلک المعرکة فی جمیع الحروب التی جرت فی الأرض، فقد تقابل اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا مع عشرات الألوف، و قد أبدى أصحاب الإمام من الشجاعة و البسالة ما یبهر العقول و یحیر الألباب.