أما ام عبدالله فهی السیدة الشریفة أسماء بنت عمیس، و هی من السابقات إلى اعتناق الإسلام، هاجرت مع زوجها الشهید الخالد جعفر الطیار إلى الحبشة، و قد ولدت فیها عبدالله و عونا و محمدا، ثم هاجرت إلى المدینة.
و لما استشهد جعفر تزوجها أبوبکر فولدت له محمدا، و هو من أعلام الإسلام، ثم توفی أبوبکر فتزوجها الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام، فولدت له یحیى (1)
و قد أخلصت لأهل البیت علیهم السلام فکانت من حزبهم، و لها علاقة وثیقة مع سیدة نساء العالمین فاطمة الزهراء علیهاالسلام، فقد قامت بخدمتها، و قد عهدت إلیها فی مرضها أن لا تدخل علیها عائشة بنت أبی بکر، فجاءت عائشة عائدة لها فمنعتها أسماء، فاغتاظت و شکتها إلى أبی بکر فعاتبها، فأخبرته بعدم رضاء الزهراء فی زیارتها (2)
لقد کانت أسماء من خیرة نساء المسلمین فی عفتها و طهارتها و ولائها لأهل بیت النبوة، کما کانت من الراویات للحدیث، و یقول المؤرخون: إنها روت عن النبی صلى الله علیه و آله ستین حدیثا.
و على أی حال، فإن أسماء حینما تزوجها الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام قامت بخدمة الحسنین و أختهما زینب علیهاالسلام، و صارت لهم اما رؤوما، ترعاهم کما ترعى أبناءها، لأنهم البقیة الباقیة من ذریة رسول الله صلى الله علیه و آله، و قد أخلصوا لها کأعظم ما یکون الإخلاص و شکروا لها رعایتها و عطفها.
1) المصدر المتقدم: 5: 395.
2) حیاة الإمام الحسین بن علی علیهماالسلام: 1: 271.