أما الإمام الحسین فهو الشقیق الثانی لسیدة النساء زینب علیهاالسلام، و قد نشأت معه و تطبعت بطباعه، و کانت بینهما أعمق المودة، و هو عندها أعز من الحیاة و کانت تشارکه فی آماله و آلامه، و هی من أبر أهله به، و قد احتلت عواطفه و مشاعره، و ذلک بما تملکه من أصالة الرأی، و سمو الآداب، و معالی الأخلاق، فقد تجسدت فیها مواریث النبوة و الإمامة، و کانت صورة صادقة لامها بضعة الرسول صلى الله علیه و آله، و سیدة نساء العالمین السیدة الزکیة فاطمة الزهراء سلام الله علیها.
لقد کانت سیدة النساء زینب علیهاالسلام موضع أسرار أخیها الإمام الحسین علیه السلام، و العالمة بجمیع شؤونه، و کان یستشیرها فی جمیع اموره، و قد رافقته فی ثورته الخالدة و أمدتها بعناصر البقاء و الخلود، و لولا جهادها و جهودها و مواقفها المشرفة فی أروقة بلاط الحکم الاموی لضاعت ثورة أخیها، و ذهبت أدراج الریاح.
و بلغ من سمو مکانتها عند الحسین أنه لما ودعها الوداع الأخیر یوم الطف طلب
منها أن لا تنساه من الدعاء فی نافلة اللیل (1)
1) زینب الکبری: 60.