أحاط أعداء الله بالإمام من کل جانب و هم یوسعونه ضربا بالسیوف و طعنا بالرماح و رمیا بالحجارة، فصاح بهم:
»أعلى قتلی تجتمعون، أما و الله لا تقتلون بعدی عبدا من عباد الله، و أیم الله إنی لأرجو أن یکرمنی الله بهوانکم ثم ینتقم لی منکم من حیث لا تشعرون..«.
و التفت الخبیث عمر بن سعد إلى شبث بن ربعی، فقال:
انزل فجئنی برأسه، فامتنع، و قال: أنا بایعته، ثم غدرت به، ثم أنزل فأحتز رأسه! لا و الله لا أفعل ذلک.
فأنکر ابن سعد کلامه و قال: إذا أکتب إلى ابن زیاد.
و لم یعتن شبث بذلک، و قال: اکتب له (1)
و بادر المجرم الخبیث شمر بن ذی الجوشن، و کان من أعدى المجرمین على الإمام، فاحتز رأسه الشریف کما فی بعض الروایات (2)
لقد استشهد الإمام العظیم من أجل أن یرفع کلمة الله فی الأرض و یطیح بدولة الظلم و البغی التی أقامتها الأحقاد القرشیة على الإسلام.
لقد قدم الإمام روحه ثمنا للقرآن، و ثمنا لکل ما تسمو به الإنسانیة من شرف و عز و إباء.
لقد رفع الإمام رایة الإسلام عالیة خفاقة، و هی ملطخة بدمه و دم الشهداء من أهل بیته و أصحابه الممجدین، و هی تضیء فی رحاب الکون، و تفتح الآفاق الکریمة لشعوب العالم و امم الأرض.
1) الدر النظیم: 168.
2) مقتل الخوارزمی: 2: 36، و غیره.